4.2.06

عفوا يا جمعيات المرأة



مع صدور الحكم القضائي برفض دعوى نسب الطفلة لينا صدرت بيانات احتجاج متعددة من عديد من الجمعيات العاملة في مجال حقوق المراة و بعض جمعيات حقوق الانسان

كانت لي تحفظات كثيرة على كثير مما جاءت به تلك الجمعيات

مبدئيا انا لن اتكلم عن الحكم بذاته بل اتكلم عن منطق احسسته في بيانات تلك الجمعيات
و كذلك لن اتحدث من منظور ديني او بمعنى ادق لن اتحدث عن فتاوى يمكن لمن يريدها ان يبحث عنها في مواقع مخصصة لها

كنت اتوقع من اي منظمة حقوقية في هذه القضية تحديدا ان تحاول تغيير نظرة المجتمع للينا و من في وضعها و الوضع الاسوا (مجهولي الابوين) لان وضع هؤلاء اجتماعيا شديد السوء في مجتمع يحاسبهم على ذنب لم يرتكبوه و يلعنهم على مالا حيلة لهم فيه

لكن الوضع كان الدفاع عن حق ام الطفلة في هذه القضية
و اتمنى من اي قانوني ان ياتي لي باسم دولة واحدة تعطي ام لطفل بلا زواج "رسمي" اي حقوق

لسنا محتكرين لتكنولوجيا الدي ان ايه و مع هذا فهي لا تستخدم (في الولايات المتحدة مثلا) لنسب طفل لابيه البيولوجي رغم انف الاب و لا توجد اصلا ما يسمى دعوى اثبات نسب
و على هذا فالام الغير متزوجة تنسب الطفل لها و لا يمكنها مثلا اجبار والده على المشاركة في تكاليف تربيته و لا يمكن للاب مالم يعترف بالطفل منعها مثلا من تركه للتبني او المطالبة قانونا برؤيته

لطالما كنت اتحفظ بشدة على الايحاء بان المراة كطرف في علاقة هي طرف ساذج يتم استغلاله و هو لا يعي شيئا و هي مفاهيم اراها مهينة و تقلل من شان المراة و كأن المراة مخلوق ناقص العقل تصرفاته ردود افعال لا يجب ان يتحمل عواقبها
لكنني صدمت باستخدام هذه المفاهيم في هذه القضية و ممن؟؟ من جمعيات المفروض ان هدفها الدفاع عن المراة , كأن تلك الجمعيات لا ترى مانعا في ان تتبنى راي اجتماعي مهين في المراة في سبيل تحقيق هدف

الواقع انني لم ار في هذه القضية مظلوما الا الطفلة البريئة , كلا من والدتها و والطرف الآخر في القضية (لن اطلق عليه والد بعد الحكم) هو انسان عاقل بالغ راشد يتحمل عواقب افعاله
لا يحق للام ان تشكو نظرة مجتمع تعرفها من قبل اقدامها على اي تصرف (بصرف النظر عن كون هذا التصرف علاقة غير شرعية او زواج غير رسمي)
و لا يحق للاب ان يشكو انخفاض شعبيته او توابع ما حدث لانه كان يعلم مسبقا راي المجتمع
من يعرف قواعد اللعبة ليس له ان يصرخ بعد دخولها من قسوتها
كلاهما كان يعرف ما هو مقدم عليه و فعله بارادته

جملة غريبة التي قراتها كانت للكاتبة حسن شاه في الاخبار 3/2 قالت فيها ان الحكم يثير شهية المتربصين بالاسلام !!!! و لا افهم لماذا


ملحوظة :في فترة دراستي كنت اشعر بالتعاطف الشديد مع شخصيات قابلتها تظل لسنوات تنفق كل ما تملك من وقت و مال و مجهود ليكون لها طفل , حتى شعرت ان كل من يترك طفلا لا يعرف قيمة نعمة كبيرة حرم منها غيره

ملحوظة اخيرة : بصرف النظر عن رايي الشخصي في عمرو خالد فلا اجد مبررا منطقيا لاعتباره مذنبا بحكم صداقة معلنة بينه و بين احمد الفيشاوي , و اذا كنت انادي بالا نحكم على الاطفال بذنب آبائهم فالاولى الا نحكم على انسان بذنب اصدقائه

2 Comments:

At 12:34 PM, Anonymous Anonymous said...

الحقيقة التشريعات في أمور الأسرة نختلف بشدة من بلد لبلد

و في أوروبا خصوصا في الدول الاسكندنافية الأب و الأم ملزمين بالرعاية بغض النظر عن أي شيئ، لا يمكن فرض اثبات النسب بالدنا لأسباب أعقد قانونا (لا يمكن فرض أي اجراء طبي على أي حد)

طبعا الوضع مختلف جدا هناك و أنا معاك في بعض النقط كمان و أهمهم أن المظلوم الكبير هو البنت.

 
At 2:18 PM, Blogger bluerose said...

انا الحقيقة مابافهمش في القانون خالص يا علاء
لكن المهم زي ما قلت ان المظلوم الكبير هو الطفلة و التي من المفترض ان تكون محل شفقة المجتمع لا لعناته

 

Post a Comment

<< Home