21.1.06

ثقافة العمل

الموضوع كان اساسا رد على عياش باشا و تعليقه على تدوينة استغلال الاطفال
هناك فرق بين تربية الطفل على قيمة العمل و بين اجباره على احتراف العمل و اعتقد ان الاولى هي ما يقصدها يحيى

النماذج التي تحدثت عنها لم تكن تزرع قيم العمل و لم يكن ابناؤها اصلا يعملون عملا حقيقيا بل كان استغلالا لتحقيق ربح

بينما زرع قيم العمل مختلف

هناك نموذج اراه ملهما جدا في هذا الموضوع
كان لي زميل دمياطي يدرس معنا في جامعة القاهرة و كان والده يمتلك مجموعة محلات لبيع الاثاث , و رغم ثراء عائلته فقد روى لي زميلي انه عمل في ورشة والده في كل اجازات الصيف منذ سن التاسعة و كان يتعلم "الصنعة" و ياخذ اجر و يعامل كاي صبي ورشة بصرف النظر عن كون والده صاحب المحلات التي تتبعها الورشة

لم يحرم طبعا من التعليم و لم يفرض عليه اي عمل لا يرغبه فاختار الطب رغم رغبة والده ان يلتحق بالفنون التطبيقية باعتبارها الاقرب لمجال الوالد, حيث ان عمله كان لتعليمه ثقافة العمل و ليس رغبة في عائد مادي

كنت اتصور ان الهدف من عمله هو ان يفهم اعمال الوالد لكنه اخبرني ان هذا لا علاقة له بعمله مع والده فهو يعمل لان البقاء بغير عمل في الاجازة غير مقبول

و كان له مفهوم عن العمل انه الصناعة فهو يصف مثلا استيراد الملابس و بيعها ببطالة لانها تخلو من المهارة فالعمل الذي لا يحتاج مهارات ليس عمل حقيقي

المهم بعدها عرفت معلومة (تعتبر رسمية) ان دمياط هي اقل المدن المصرية بطالة و اقلها احتياج لمساعدات (كالصدقات) و الاهم انه لا يوجد تقليل لاي "صنايعي" فلا توجد مثلا طبقية تجاه الحرفيين بل يقدرون للغاية و ا اما اطفالها فلا يتوقفون عن التعليم للعمل

هذا هو ما يمكن اعتباره تربية للطفل كبديل لما يراه عياش بلاهة الطفولة و ليس تشغيله كبلياتشو ليعجب الناس او استخدامه لاستدرار عطف الناس

0 Comments:

Post a Comment

<< Home